تذبذب الأسواق- ضغوط أرباح أمازون وأبل تهز وول ستريت وإنعاش أوروبي

افتتحت "وول ستريت" تعاملات الأمس على تراجع ملحوظ، متأثرة بضغوط قوية من النتائج الفصلية التي جاءت دون التوقعات لعمالقة التكنولوجيا "أمازون" و"أبل"، الأمر الذي قاد مؤشر ناسداك التكنولوجي المرموق نحو تسجيل أسوأ أداء شهري له منذ الأزمة المالية في عام 2008.
وفقًا لـ"رويترز"، شهد سهم "أمازون" انخفاضًا حادًا بنسبة 10.3 في المائة في التداولات التي سبقت افتتاح السوق، حيث أثرت التكاليف المتزايدة سلبًا على نتائج الربع الأول، بالإضافة إلى إصدار شركة التجارة الإلكترونية العملاقة لتوقعات مستقبلية أقل من المأمول بشأن الربع القادم.
في المقابل، انخفض سهم "أبل"، الشركة ذات القيمة السوقية الأعلى على مستوى العالم، بنسبة 1.3 في المائة، حيث طغت التوقعات القاتمة بشأن مستويات الطلب المستقبلية على الأرباح والمبيعات القياسية التي حققتها الشركة في الربع السابق.
وشهدت أسهم شركات كبرى أخرى، مثل "مايكروسوفت" و"ميتا" و"ألفابت"، انخفاضات تراوحت بين 0.3 في المائة و1 في المائة، وذلك بعد إعلان الشركات الكبرى عن أرباح متباينة خلال الأسبوع الماضي.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في أسبوع كامل، مدعومة بنتائج أرباح قوية بالإضافة إلى صعود أسهم شركات التعدين والتكنولوجيا، مما عزز بشكل ملحوظ الإقبال على المخاطرة في ختام شهر شهد تقلبات واسعة بسبب المخاوف العميقة بشأن تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.7 في المائة، ليقلص خسائره الشهرية إلى 1.2 في المائة.
إلا أن مكاسب الأمس فقدت جزءًا من بريقها بعد افتتاح "وول ستريت" على انخفاض، وذلك بسبب التأثر السلبي بالنتائج الصادرة عن "أمازون" و"أبل".
وشهدت أسهم شركات التعدين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 2.5 في المائة، مدفوعة بصعود أسعار خام الحديد والنحاس بعد إعلان الصين عن حزمة إجراءات لدعم الاقتصاد، مما أثار الآمال في استمرار الطلب القوي.
كما تلقت الأسواق دعمًا إضافيًا من نتائج أعمال إيجابية، حيث حقق سهم شركة الأدوية الدنماركية "نوفو نورديسك" ارتفاعًا بنسبة 5.4 في المائة بعد زيادة مبيعاتها وتوقعاتها للأرباح التشغيلية هذا العام.
وقفز سهم شركة "بروسس" الهولندية لاستثمارات التكنولوجيا، التي تمتلك حصة كبيرة في شركة "تنسنت" الصينية، بنسبة 8.3 في المائة بعد تقرير أفاد بأن جهات تنظيمية أمريكية وصينية تجري مفاوضات لإجراء عمليات مراجعة، في خطوة مهمة لتجنب إلغاء إدراج الشركات الصينية في البورصات الأمريكية.
في المقابل، هوى سهم شركة "بي.إي سيميكوندكتور" الهولندية المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية بنسبة 6.2 في المائة، بعد أن أعلنت الشركة عن تراجع الطلبيات في عام 2022 بسبب انخفاض الطلب على الهواتف الذكية المتطورة وضعف الأداء في الأسواق الصينية.
في سياق منفصل، ذكرت شركة "أسترازينيكا" البريطانية للصناعات الدوائية أن أرباحها في الربع الأول من العام الجاري فاقت توقعات المحللين الاقتصاديين، وذلك بفضل تزايد الطلب على أدوية علاج السرطان وعلاجات أخرى. وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء بارتفاع العائدات على سهم "أسترازينيكا"، بعد خصم بعض التكاليف، إلى 1.89 دولار.
وأشارت الشركة إلى أن المحللين الاقتصاديين كانوا يتوقعون أن تصل العائدات على السهم إلى 1.70 دولار.
وارتفعت مبيعات "أسترازينيكا" إلى 11.4 مليار دولار، فيما كانت التوقعات تشير إلى أن مبيعات الشركة ستحقق 11 مليار دولار فقط.
وجددت الشركة توقعاتها بأن عائداتها سترتفع خلال العام الجاري بنسبة تقارب 20 في المائة، وأن أرباحها سترتفع بعد خصم بعض العناصر إلى نحو 25 في المائة أو أكثر.
كما أعلنت الشركة عن اعتزامها إقامة مركز جديد للأبحاث والتطوير في كامبريدج بولاية ماساشوسيتس الأمريكية.
من جهة أخرى، أعلن مصرف "ناتويست" التجاري البريطاني أمس أن البنك حقق أرباحًا تشغيلية خلال الربع الأول من العام الجاري بقيمة 859 مليون جنيه إسترليني (1079 مليون دولار أمريكي)، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، عندما بلغت الأرباح التشغيلية 652 مليون جنيه إسترليني.
وذكر "ناتويست" أن صافي الأرباح خلال الربع الأول من العام الحالي بلغ 841 مليون جنيه إسترليني، بواقع 7.5 بنس للسهم، في حين بلغ صافي الأرباح خلال الفترة نفسها من العام الماضي نحو 620 مليون جنيه إسترليني أو 5.1 بنس للسهم.
وأضاف "ناتويست" أن صافي إيرادات الفوائد خلال الربع الأول من العام الحالي ارتفع ليسجل 2.045 مليار جنيه إسترليني، مقارنة بصافي إيرادات فوائد بلغ 1.864 مليار جنيه إسترليني خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح "ناتويست" أن إجمالي الإيرادات، سواء صافي إيرادات الفوائد أو الإيرادات من غير الفوائد، ارتفع بنسبة 16.8 في المائة ليصل إلى 3.027 مليار جنيه إسترليني في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بإجمالي إيرادات بلغ 2.591 مليار جنيه إسترليني خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
في المقابل، سجلت شركة "إلكترولاكس إيه بي" السويدية العملاقة للأجهزة الكهربائية انخفاضًا بنسبة 39 في المائة في أرباحها خلال الربع الأول، حيث بلغت أرباحها 950 مليون كرونة، مقارنة بـ 1.56 مليار كرونة في العام الماضي.
ووصلت الأرباح لكل سهم إلى 3.4 كرونة، بانخفاض قدره 37 في المائة عن 5.41 كرونة للسهم قبل عام.
وانخفضت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بنسبة 31 في المائة إلى 1.58 مليار كرونة، وسجل هامش التشغيل انخفاضًا بنسبة 5.2 في المائة مقابل 7.9 في المائة في العام الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، زاد صافي المبيعات من 29.03 مليار كرونة العام الماضي إلى 30.12 مليار كرونة.
وانخفضت المبيعات العضوية بنسبة 3.4 في المائة بسبب انخفاض الحجم، مقارنة بالمبيعات الكبيرة التي تم تحقيقها العام الماضي.
وذكرت الشركة، لدى تطلعها للمستقبل في العام ككل، أنها لا تزال واثقة من أن ارتفاع الأسعار سيقلب تكلفة التضخم، كما حدث في الأعوام الأربعة الماضية.
وفي كوريا الجنوبية، بلغ مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" 2695.05 بزيادة قدرها 27.56 نقطة أي ما يعادل 1.03 في المائة عند الإغلاق أمس.
بينما بلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" 904.75 بزيادة قدرها 12.53 نقطة بنسبة 1.40 في المائة عند الإغلاق.
وفي العالم العربي، اختتم مؤشر أبوظبي تعاملات الأمس على انخفاض وسط ضعف التداول قبيل عطلة عيد الفطر المبارك، فيما أغلقت بورصة دبي على استقرار لتنهي بذلك سلسلة مكاسب استمرت لثلاث جلسات متتالية.
وفي أبوظبي، تراجع المؤشر بنسبة 0.2 في المائة، مع تسجيل بنك أبوظبي الأول، أكبر البنوك في الإمارات، خسائر بنسبة 1.3 في المائة، لينهي بذلك مكاسب استمرت جلستين.
وكان بنك أبوظبي الأول قد أعلن يوم الخميس الماضي عن تحقيق أعلى صافي ربح ربع سنوي له على الإطلاق، مدعومًا ببيع حصة الأغلبية في شركة المدفوعات "ماغناتي".
فيما انخفض سهم مجموعة ألفا ظبي ومقرها الإمارات بنسبة 0.7 في المائة.
ويفضل العديد من المستثمرين الاحتفاظ بسيولة نقدية قبل عطلة العيد.
فيما أغلق المؤشر الرئيس في دبي دون تغيير، مع تحرك الأسهم العقارية والصناعية في اتجاهين متعاكسين.
وصعد سهم شركة العربية للطيران منخفضة التكلفة نحو 3 في المائة قبل عطلة العيد الطويلة، كما ارتفع سهم شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" بنسبة 0.2 في المائة بعد الإعلان عن زيادة في صافي أرباح الربع الأول.
وفي الأردن، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 0.87 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2408.1 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي حوالي 7.3 مليون دينار أردني، مقارنة بتسعة ملايين دينار أردني في الأسبوع السابق، بنسبة انخفاض بلغت 19.0 في المائة، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 36.5 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 45.1 مليون دينار للأسبوع السابق، بينما بلغ عدد الأسهم المتداولة خلال الأسبوع 17.5 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 14181 صفقة.